صناعة الفشل 4: وهم الكفاءة
بقلم #المصطفى_بورزمات
يشتغل الانسان واهما على تطوير الكفاءة،
ويظن انها ضمان استمرار قدراته التنافسية،
ومفتاح نجاحه.
ونحن في هذا السياق، لسنا بصدد نكران مساهمة الكفاءة في تحقيق النجاح على المستوى الفردي والجماعي والمؤسساتي، بقدر ما هي محاولة لتقنين الاعتماد عليها، قصد زيادة فعالية هذا الاعتماد.
أن تكون تابعا، وأن تعلن الولاء أولا، هو الأمر المطلوب،
إن الانتماء أهم من الكفاءة.
الابداع والتفكير النقدي والرؤية الثاقبة والثقة بالذات، كلها أمور مهمة لكنها أقل أهمية من ضمان انتمائك أولا.
هذا واقع ومن لم يقبل به، فمن الممكن أن يكون غير واقعي، أنت تحتاج أتباع، وكذلك تحتاج أن تكون تابعا … والحساسية المفرطة لوجود من يملك سلطة عليك، تجعل التعامل صعبا معك، وتزيد من حيرة عملائك ورؤسائك.
تحيزك لكفاءتك تحيز لمصلحتك الشخصية، وسيكلوجية العمل الجماعي تقتضي التناغم مع الفريق.
ونتيجة لذلك، ستطول وحدتك، ويطول تنقلك، وتتضاعف جهودك، ان لم تطور القدرة على سلاسة الانتماء.
أسرتك، وجمعيتك، وشركتك، ومجتمعك … مؤسسات تسأل عن الولاء اولا وبعد ذلك الكفاءة، وهذه القاعدة تساهم في فهم معاناة بعض المتميزين والموهوبين والمبدعين …وتساهم في الوساطة وتدبير النزاعات …
الاحترافية تتحقق بالكفاءة، والاتزام، الكفاءة تظهر وتتجلى في قلة الأخطاء، أما الالتزام فهو انتماء ابتداء، واعلان ولاء.
انتماؤك لزملاء العمل من الممكن أن يخفف حدة المنافسة المتوقعة، انتماؤك لهم من الممكن أن يمنحك فرصة تقديمهم اياك، ورضاهم بك، بل فخرهم بانجازاتك، وانتماء منهم اليك.
لكنك بحاجة للبرهنة على هذا الانتماء، من خلال تراجعك، والتزامك الحدود، في معاملاتك.
نعم، انها الحدود التي تزيدك قوة، وتجعل كفاءتك أكثر فاعلية.
ان القيود متعددة، بعضها يكون نتائج جانبية خطيرة لنقط قوة متميزة… مما يقتضي ضبط الايقاع حسب معطيات الوضعية التي يتواجد فيها الانسان مفردا أو فريقا أو مؤسسة.
الكفاءة مطلب ضروري لتحقيق النجاح، وتفعيلها يقتضي ربطها بالانتماء، خلطة متوازنة بين الانجاز والعلاقات، ورغبة صادقة في تقديم ما يناسب، بعيدا عن الأنانية المفرطة، والرغبة الجامحة في تحقيق الذات.
وهنا تأتي الحاجة إلى تجاوز الذات، والانسجام في بناء فعل جماعي متماسك.
Responses