صناعة_الفشل 2: جزاء سنيمار والخوف من النجاح
مقالات بقلم #المصطفى_بورزمات
يواجه المهندس العبقري، جزاء غير متوقع مقابل إتقانه المهمة، ويلقى من أعلى البناء، لأنه أصبح الخطر الأول، على النتيجة التي حققها بخبرته، وحنكته، وتميزه.
ويبقى جزاء سنيمار، مدخلا من مداخل صناعة الفشل، ومدخل رهيب، لأنه مرتبط بإحساس له فعله في توجيه سلوك الإنسان، إنه الخوف، الخوف من النجاح.
حيث تحكي قصة المثل، عن سر كان لا يعلمه الا مالك القصر والمهندس سنيمار، وهي حجارة، تؤدي ازالتها إلى انهيار البناء بالكامل على من فيه.
وأصبح المثل متداولا
” لقيت منه جزاء سنمار “
نعم … يمكن أن يكون النجاح مخيفا، وتتعدد أسباب هذا الإحساس، ومنها الخوف من صناعة الأعداء، وتسلط محبي التوسع، وطغاة استغنوا عن نتائجك، بغيرك، أو من منطلق خوفهم من فوائد نضج وتحسن أدائك.
فلا تلم الآخرين… لم نفسك على نثر اللؤلؤ للدجاج، الذي ظن أنه الحب المنشود، فكانت نهايته.
وهنا نقول ان التحكم في سقف الأداء من الذكاء التنظيمي، فلا تعجب من النتائج التي تظنها عكسية، في حين ان لها منطقا يفسرها.
ولا تعتبر تراجع نتائجك بالضرورة فشلا، لأن بعض نداءات الفشل ينبغي ان ننجح في الإستجابة لها.
نحتاج شيء من الانتقاء في مؤشرات النجاح، فلا نواجه المستحيل لنصنع نجاحا، سيتم إهماله، أو سندفع ثمنه من سمعتنا وعلاقاتنا، ومكافئات جودة الأداء، والترقيات في العمل، وراحة البال، وسلامة الصحة.
جزاء سنمار يدعونا إلى مزيد من الحكمة، قبل التهور والاندفاع في انجاز مجد قد يكلفنا الكثير، فلنستجب لنداء الخوف بداخلنا، ونغلف الاستجابة بشيء من الحكمة، وعدم الطغيان.
ولنوفر جوا يسمح بالتفاوض مع صناع الفشل من خلال الاستجابة لبعض مطالبهم.
وان استغربت من هذا الخراب الذي ادعوك اليه، فأعد قراءة كتاب فن اللامبالاة لتتمعن وتتأمل بشكل افضل، هذا الواقع، وتنتبه أنه واقع اكبر من المنطق، يستوعب المنطقي وغير المنطقي.
صناعة الفشل فن له رواده، يعتبرون نجاح الآخرين مؤشرا يدل على فشل هؤلاء الصناع، أو استعدادهم المضمر للفشل، بل الأدهى والأمر ان يروا فيك سنيمار، الذي انهى مهمته ومساهمته المهملة في صناعة نجاحهم، وينبغي التخلص منه قبل ان تشتت مساهمته قوتهم.
ومن ظن أن الاسطورة انتهت مع سنيمار، فإن ثقافة صناعة الفشل مستمرة مع نوع من المبدعين في تحليل تطورات كرة القدم، حيث احتفلوا بإجراء مؤقت قام به مدرب نيمار، بحرمانه من المشاركة في مباراة أو جزء منها، لكنهم خلال ذلك الإحتفال جعلوا من الإجراء، الذي لا يرقى إلى مجرد تكتيك، استراتيجية ينبغي العمل بها على المدى البعيد، ومنهجا يتم من خلاله تدبير الأزمات بعد صناعتها.
من جزاء سنيمار الى عقوبة نيمار، تستمر سيناريوهات صناعة الفشل، وإقبار المواهب، ومعاقبة المتميز، والتخويف من النجاح.
Responses